الوسواس القهرى ( o.c.d) محاولة لفهمه حتى نتمكن من التعامل معه لا أن ندفن رؤوسنا في الرمال
![]() |
الوسواس القهرى ( o.c.d) محاولة لفهمه حتى نتمكن من التعامل معه لا أن ندفن رؤوسنا في الرمال |
![]() |
الوسواس القهرى ( o.c.d) محاولة لفهمه حتى نتمكن من التعامل معه لا أن ندفن رؤوسنا في الرمال |
الوسواس القهري
- محاولة لفهمه حتى نتمكن من التعامل معه لا أن ندفن رؤوسنا في الرمالإن انتشار الوسواس كبير جدا وسطنا و بسبب كثرة المرضى به في العيادة النفسية و في الحياة العامة سأحاول أن أطلعكم على تعريف الوسواس القهري و ما نشأته و تطوره لأن مريض الوسواس و المحيطين به يجب أن يكون عندهم من المعلومات عن هذا المرض حتى يتم اكتشافه بسرعة ويساعدوا الطبيب في علاجه و عدم تطوره و هو مهم جدا لمن يقومون بالتربية لكى يحاولوا الوقاية منه .و تعريف الوسواس خمسة أشياء 1- فكرة خاطئة 2- الإنسان يعلم أنها خاطئة 3- يحاول مقاومتها 4 – يفشل 5 - الفكرة تتغلب عليه و من هنا جاء لفظ قهري.الشخصية الوسواسية :- يبدأ الأمر بمريض الوسواس أن تكون عنده شخصيه وسواسية و هي الشخصية الدقيقة التي تميل إلى الكمال و التي ترفض أي نقص و أن كل شيء مرتب و في مكانه و لا مجال للخطأ ويكون الإنسان منظم في حياته جدا جدا و أن أي تغيير لهذا النظام يحدث له اضطراب و استنكار ، و تتميز الشخصية الوسواسية بعدم المرونة في التفكير و دائما تفكيره حاد إما أبيض أو أسود أي ليس هناك وسط ، و له واقعه و نظامه الخاص به و دائما يتعجب من العالم حوله كيف هو في هذه الفوضى، و أيضا الشخصية الوسواسية لها درجات من الحدة البسيط و المتوسط و الشديد .و تمر الأيام بالإنسان و تزداد المسئولية و الضغوط عليه و يحاول صاحب الشخصية الوسواسية أن يتحكم في العالم من حوله و لكن طبعا يفشل بل يجد المجتمع يهاجمه بشدة لأنه يرى تصرفاته غير طبيعية و شاذة بينما يرى أنه على صواب و يزداد الصراع الداخلي للمريض و يزداد التوتر فتزيد الأفكار الوسواسية و يصبح التحكم فيها أصعب حتى تصبح أفعال المريض بالوسواس لا يمكن التحكم فيها و بل و يحدث تغيير في الناقلات العصبية داخل المخ و تزيد الأفكار الوسواسية أكثر، و يجد نفسه بين مطراقين أفكاره الوسواسية و حقائق الحياة ، و مثلا الوسواس في الطهارة فأفكاره وأفعاله المتكررة المطولة و المنتقدة ممن حوله تقول شيء و الدين يقول شيء أخر و هو مطالب باتباع أوامر الدين و لكنه لا يستطيع و ينفذ أفكاره فيلوم نفسه بشدة على عدم اتباع أوامر الدين و مريض الوسواس نفسه يقول لا أجد شيء يقنعني بخطأ هذا الوسواس و لكن ممكن أن أقتنع مؤقتا أثناء النصح من أحد الأشخاص و بمجرد رجوعي إلى نفسى تهاجمني الأفكار مرة أخرى و لا أستطيع الاقتناع و أحيانا أتمنى ألا أقوم من النوم الصبح حتى لا تهاجمني الأفكار، إنها الدائرة المغلقة في الطب النفسي .
- فهل هناك وسواس عادى ووسواس مرضى؟ و أقول نعم و هذا هو الفخ الذى يقع فيه كثير من الناس و ممكن شخص عنده الوسواس العادي يعتقد أن عنده وسواس مرضى و العكس صحيح .
- فما هو الوسواس العادي ؟ هو أن يشعر الإنسان بالتردد في أي شيء مثل هل الباب مغلق أم لا ؟ ، أنبوبة البوتاجاز مغلقة أم لا ؟، هل هو أغلق باب العربية أم لا ؟ و هنا يتكرر الأمر مرة اثنتان ثلاث مرات و ينتهى الأمر و يكمل الإنسان حياته بصورة عادية .
- اما الوسواس القهري المرضى فلا زمان و لا مكان و لا عدد مرات لتكرار الفكرة أو العمل و لكنه يكرر حتى يشعر بالراحة و لكنها تكون راحة مؤقتة و يعود مرة أخرى و هنا تتوقف حياته بالمعنى الحرفي و يحدث اضطراب في العمل في البيت في الشارع ، مع زوجته مع أولاده ، ولو كان طالبا لا يستطيع التركيز دائم التشتت و السرحان و أحيانا يكون السرحان في لا شيء و لا يستطيع السيطرة على عقله و بالتالي على تصرفاته ، و أشهر أنواع الوسواس في مجتمعنا هذه الأيام وسواس النظافة و الطهارة و الوسواس الديني و هو أقوى الوساوس الفكرية التي تصيب البشر في أهم شيء في حياتهم و هو العقيدة و يشعر المريض بهذه الأفكار الوسواسية الدينية أنه مقصر في حق الله سبحانه و تعالى و أن الله يعاقبه و سيعاقبه . ومن أهم ما يميز المريض بالوسواس القهري التردد و ضعف الثقة بالنفس و ضعف الإرادة و الشخصية و عدم القدرة على أخذ قرارات و الحيرة في حياته و فقدان القدرة على التحكم في أفكاره و تنظيم حياته.و نضرب أمثلة للوسواس القهري لكى نوضحه أكثر:-
- زوج يشتكى أن زوجته تقضى وقتها طوال اليوم داخل الحمام و الحنفية مفتوحة و أحيانا تمسك بالخرطوم تغسل جدران الحمام مرات و مرات في نفس اليوم و مهملة لزوجها و أطفالها و مهملة لعملها في البيت و حتى لمن ينظر ليديها يجد أنها باشت من الماء ، هنا يحتاج هذا الإنسان إلى علاج و إذا تأخر يتفاقم الامر كثيرا و يصعب السيطرة عليه.
- و هنا نضرب مثال من شكوى أحد مرضى الوسواس بعد أن قرر أن يذهب إلي طبيب لعلاجه من هذا المرض فيقول أعانى من وسواس قهري ، زحمة أفكار ، مزاج سئ باستمرار ، توتر، قلق ، إحساس بالعجز و الضعف ، خوف و انقباض بالقلب و ألم بالمعدة عند التوتر و إحساس بالفشل و النقص ، ميل إلى البكاء ، يقول أنا حاسس إنى شبه تايه ، عدم ثقتي بنفسي و قلة عزيمتي ، ضعف شخصيتي ، التردد، الخوف من أخذ القرار والرجوع فيه ، مش عارف أنا عاوز إيه ( لا يشعر بعذاب الوسواس إلا صاحبه ) .
- و آخر يقول عن مأساته مع الوسواس , الأفكار شديدة بس بتتعبنى لأنها بتهجم عليا من كل مكان و تخلينى عاوز أصرخ و أحس حاجة عاوزه تصرخ جوايه مش عارف إيه هي و بحس بعد تلك الأفكار إن دماغي مصدع و تعبان . تائه و مش عارف أروح فين و لا آجي منين ومش عارف أي حاجه خالص . الأفكار أشبه بنوبه بتيجيلي زي نوبات الصرع و مش عارف أتخلص من تلك الأفكار المزعجة عن الدين و عن الحياة و الخداع و اليأس و الموت و الانتحار ( تائه في صحراء بين أفكاري و الوسواس و الشيطان و الناس و ربنا و الحلال و الحرام).
- و مريض آخر يقول بحس أنه أنا مغسلتش كويس و بحس أنى عاوز أغسل ثاني و في الأول خالص كنت بغسل 6 أو 7 مرات و بعيد ثاني و سعات كنت بأزهق و أطلع من الحمام و أنا عارف إن ده غلط بس الغسيل بيريحنى و لو كنت ماشي و أتخبطت في حاجة بأحس كإن نقطة مية نزلت منى و أهله يذكرون أنه أول ما بدأ ما كانش عاوز يلمس أي حاجة حواليه حتى الهدوم في الدولاب و يقولون بقالنا سنتين و لا أكل و لا شرب و مش عارفيين نعيش 0 و سعات لما يصلى مش عارف صلى ركعة و لا ركعتين و أمه بتقول إحنا تعبانين علشانه مش تعبانين من صرف الفلوس و أي أم لما إبنها يكلمها بالتليفون تبقى فرحانة و أنا لما بيكلمني بنبقي خايفة حصل إيه .
- و هذا جانب من معاناة مريض الوسواس و أهل مريض الوسواس و لذلك وجب علينا جميعا فهم مرض الوسواس القهري و طبيعته و نعترف أنه مرض يستحق العلاج حتى نتمكن من إنقاذ المريض والوقوف بجانبه و تقديم الدعم له ، لأن المريض بالوسواس القهري يذهب دائما الى الطبيب النفسي بعد أن تتفاقم حالته.
- و يجب أن لا نتهمه بأنه ضعيف الايمان و يجب أن يعلم كل الناس أن الوسواس القهري ليس له علاقه بنوع الدين و أنه يصيب المسلم و المسيحي و اليهودي و أي ديانة حتى أنه يصيب من ليس له ديانة أصلا .و هذه هي المقالة الأولى في الوسواس القهري و سيتبعها مقالات أكثر عن فهم الوسواس القهري و كيفية التعامل معهد. محمد فرفور استشارى الطب النفسي
مقال رائع وشرح واضح للوسواس
ردحذفمقال جميل 😃
ردحذفمعلومات مغيدة
ردحذف