مشاركة مميزة

عندما تسوء الامور ----- كيف تتصرف ؟

مقالى بجريد البلاد  بعنوان عندما تسوء الامور --- كيف تتصرف ؟ عندما تسوء الأمور ---- كيف تتصرف؟   **** نحن لا نتكلم عن مشاكل أو أحداث بع...

الأحد، 14 مايو 2017

الوسواس القهرى ( o.c.d) محاولة لفهمه حتى نتمكن من التعامل معه لا أن ندفن رؤوسنا في الرمال

الوسواس القهرى ( o.c.d) محاولة لفهمه حتى نتمكن من التعامل معه لا أن ندفن رؤوسنا في الرمال




الوسواس القهرى ( o.c.d) محاولة لفهمه حتى نتمكن من التعامل معه لا أن ندفن رؤوسنا في الرمال


الوسواس القهرى ( o.c.d) محاولة لفهمه حتى نتمكن من التعامل معه لا أن ندفن رؤوسنا في الرمال



الوسواس القهري


  1. محاولة لفهمه حتى نتمكن من التعامل معه لا أن ندفن رؤوسنا في الرمال
    إن انتشار الوسواس كبير جدا وسطنا و بسبب كثرة المرضى به في العيادة النفسية و في الحياة العامة سأحاول أن أطلعكم على تعريف الوسواس القهري و ما نشأته و تطوره لأن مريض الوسواس و المحيطين به يجب أن يكون عندهم من المعلومات عن هذا المرض حتى  يتم اكتشافه بسرعة ويساعدوا الطبيب في علاجه و عدم تطوره و هو مهم جدا لمن يقومون بالتربية لكى يحاولوا الوقاية منه .
    و تعريف الوسواس خمسة أشياء  1- فكرة خاطئة          2-     الإنسان يعلم أنها خاطئة      3- يحاول مقاومتها      4 – يفشل    5 -   الفكرة تتغلب عليه و من هنا جاء لفظ قهري.
    الشخصية الوسواسية :-  يبدأ الأمر بمريض الوسواس أن تكون عنده شخصيه وسواسية و هي الشخصية الدقيقة التي تميل إلى الكمال و التي ترفض أي نقص و أن كل شيء مرتب و في مكانه و لا مجال للخطأ  ويكون الإنسان منظم في حياته جدا جدا و أن أي تغيير لهذا النظام يحدث له اضطراب و استنكار ، و تتميز الشخصية الوسواسية بعدم المرونة في التفكير و دائما تفكيره حاد  إما أبيض أو أسود أي ليس هناك وسط ، و له واقعه و نظامه الخاص به و دائما يتعجب من العالم  حوله كيف هو في هذه الفوضى، و أيضا الشخصية الوسواسية لها درجات من الحدة البسيط و المتوسط و الشديد .
    و تمر الأيام بالإنسان و تزداد المسئولية و الضغوط عليه و يحاول صاحب الشخصية الوسواسية أن يتحكم في العالم من حوله و لكن طبعا يفشل بل يجد المجتمع يهاجمه بشدة لأنه يرى تصرفاته غير طبيعية و شاذة بينما يرى  أنه على صواب و يزداد الصراع الداخلي  للمريض و يزداد التوتر فتزيد الأفكار الوسواسية و يصبح التحكم فيها أصعب حتى تصبح أفعال المريض بالوسواس لا يمكن التحكم فيها و بل و يحدث تغيير في الناقلات العصبية داخل المخ و تزيد الأفكار الوسواسية أكثر، و يجد نفسه بين مطراقين أفكاره الوسواسية و حقائق الحياة ، و مثلا الوسواس في الطهارة  فأفكاره وأفعاله المتكررة المطولة و المنتقدة ممن  حوله تقول شيء  و الدين يقول شيء أخر و هو مطالب باتباع أوامر الدين و لكنه لا يستطيع و ينفذ أفكاره فيلوم نفسه بشدة على عدم اتباع أوامر الدين و مريض الوسواس نفسه يقول لا أجد شيء يقنعني بخطأ هذا الوسواس و لكن ممكن أن أقتنع  مؤقتا أثناء النصح من أحد الأشخاص و بمجرد رجوعي إلى نفسى تهاجمني الأفكار مرة أخرى و لا أستطيع الاقتناع و أحيانا أتمنى ألا أقوم من النوم الصبح حتى لا تهاجمني الأفكار، إنها الدائرة المغلقة في الطب النفسي .


  • فهل هناك وسواس عادى ووسواس مرضى؟ و أقول نعم و هذا هو الفخ الذى يقع فيه كثير من الناس و ممكن شخص عنده الوسواس العادي يعتقد أن عنده وسواس مرضى و العكس صحيح  .


  • فما هو الوسواس العادي ؟ هو أن يشعر الإنسان بالتردد في أي شيء مثل هل الباب مغلق أم لا ؟ ، أنبوبة البوتاجاز مغلقة أم لا ؟، هل هو أغلق باب العربية أم لا ؟ و هنا يتكرر الأمر مرة اثنتان ثلاث مرات و ينتهى الأمر و يكمل الإنسان حياته بصورة عادية .
  • اما الوسواس القهري المرضى  فلا زمان و لا مكان و لا عدد مرات لتكرار الفكرة أو العمل و لكنه يكرر حتى يشعر بالراحة و لكنها تكون راحة مؤقتة و يعود مرة أخرى و هنا تتوقف حياته بالمعنى الحرفي و يحدث اضطراب في العمل في البيت في الشارع ، مع زوجته مع أولاده  ، ولو كان طالبا لا يستطيع التركيز دائم التشتت و السرحان و أحيانا يكون السرحان  في لا شيء و لا يستطيع السيطرة على عقله و بالتالي على تصرفاته ، و أشهر أنواع الوسواس في مجتمعنا هذه الأيام وسواس النظافة و الطهارة و الوسواس الديني و هو أقوى الوساوس الفكرية التي تصيب البشر في أهم شيء في حياتهم و هو العقيدة و يشعر المريض بهذه الأفكار  الوسواسية الدينية أنه مقصر في حق الله سبحانه و تعالى و أن الله يعاقبه و سيعاقبه . ومن أهم ما يميز المريض بالوسواس القهري التردد و ضعف  الثقة بالنفس و ضعف الإرادة و الشخصية و عدم القدرة على أخذ قرارات و الحيرة في حياته و فقدان القدرة على التحكم في أفكاره و تنظيم حياته.
    و نضرب أمثلة للوسواس القهري لكى نوضحه أكثر:-


  • زوج يشتكى أن زوجته تقضى وقتها طوال اليوم داخل الحمام و الحنفية مفتوحة و أحيانا تمسك بالخرطوم تغسل جدران الحمام مرات و مرات في نفس اليوم و مهملة لزوجها و أطفالها و مهملة لعملها في البيت و حتى لمن ينظر ليديها يجد أنها باشت من الماء ، هنا يحتاج هذا الإنسان إلى علاج و إذا تأخر يتفاقم الامر كثيرا و يصعب السيطرة عليه.
  • و هنا نضرب مثال من شكوى أحد مرضى الوسواس بعد أن قرر أن يذهب  إلي طبيب  لعلاجه من هذا المرض فيقول أعانى من وسواس قهري ، زحمة أفكار ، مزاج سئ باستمرار ، توتر، قلق ، إحساس بالعجز و الضعف ، خوف و انقباض بالقلب و ألم بالمعدة عند التوتر و إحساس بالفشل و النقص ، ميل إلى البكاء ، يقول أنا حاسس إنى  شبه تايه ، عدم ثقتي بنفسي و قلة عزيمتي ، ضعف شخصيتي ، التردد، الخوف من أخذ القرار والرجوع فيه ، مش عارف أنا عاوز إيه ( لا يشعر بعذاب الوسواس إلا صاحبه ) .
  • و آخر يقول عن مأساته مع الوسواس , الأفكار شديدة بس بتتعبنى لأنها بتهجم عليا من كل مكان و تخلينى عاوز أصرخ و أحس حاجة عاوزه تصرخ جوايه مش عارف إيه هي و بحس بعد تلك الأفكار إن دماغي مصدع و تعبان . تائه و مش عارف أروح فين و لا آجي منين ومش عارف أي حاجه خالص . الأفكار أشبه بنوبه بتيجيلي زي نوبات الصرع و مش عارف أتخلص من تلك الأفكار المزعجة عن الدين و عن الحياة و الخداع و اليأس و الموت و الانتحار ( تائه في صحراء بين أفكاري و الوسواس و الشيطان  و الناس و ربنا و الحلال و الحرام).
  • و مريض آخر يقول بحس أنه أنا مغسلتش كويس و بحس أنى عاوز أغسل ثاني و في الأول خالص كنت بغسل 6 أو 7 مرات  و بعيد ثاني و سعات كنت بأزهق و أطلع من الحمام و أنا عارف إن ده غلط بس الغسيل بيريحنى و لو كنت ماشي و أتخبطت في حاجة بأحس كإن نقطة مية نزلت منى و أهله يذكرون أنه أول ما بدأ ما كانش عاوز يلمس أي حاجة حواليه حتى الهدوم في الدولاب  و يقولون بقالنا سنتين و لا أكل و لا شرب و مش عارفيين نعيش 0 و سعات لما يصلى مش عارف صلى ركعة و لا ركعتين  و أمه بتقول إحنا تعبانين علشانه مش تعبانين من صرف الفلوس و أي أم لما إبنها يكلمها بالتليفون تبقى فرحانة و أنا لما بيكلمني بنبقي خايفة حصل إيه  .


  • و هذا جانب من معاناة مريض الوسواس و أهل مريض الوسواس و لذلك وجب علينا جميعا  فهم مرض الوسواس  القهري و طبيعته و نعترف أنه مرض يستحق العلاج حتى نتمكن من إنقاذ المريض والوقوف بجانبه و تقديم الدعم له ، لأن المريض بالوسواس القهري يذهب دائما الى الطبيب النفسي بعد أن تتفاقم حالته.
  • و يجب أن لا نتهمه بأنه ضعيف الايمان و يجب أن يعلم كل الناس أن الوسواس القهري ليس له علاقه بنوع الدين و أنه يصيب المسلم و المسيحي و اليهودي و أي ديانة  حتى أنه يصيب من ليس له ديانة أصلا .
    و هذه هي المقالة الأولى في الوسواس القهري و سيتبعها مقالات أكثر عن فهم الوسواس القهري و كيفية التعامل معه
    د. محمد فرفور               استشارى الطب النفسي


https://www.blogger.com/follow-blog.g?blogID=4327065154950741335

هناك 3 تعليقات: