مشاركة مميزة

عندما تسوء الامور ----- كيف تتصرف ؟

مقالى بجريد البلاد  بعنوان عندما تسوء الامور --- كيف تتصرف ؟ عندما تسوء الأمور ---- كيف تتصرف؟   **** نحن لا نتكلم عن مشاكل أو أحداث بع...

الاثنين، 8 مايو 2017

الايحاء النفسى و الاضطرابات النفسيه ( اللى يؤمن بالحجر يشفيه)

الايحاء النفسى و الاضطرابات النفسيه ( اللى يؤمن بالحجر يشفيه)

الايحاء النفسى و الاضطرابات النفسيه ( اللى يؤمن بالحجر يشفيه)




الايحاء النفسى و الاضطرابات النفسيه ( اللى يؤمن بالحجر يشفيه)


اللي يؤمن بالحجر يشفيه
الإيحاء
مريض عنده الربو قام من النوم أثناء الليل و هو لا يستطيع أخذ نفسه فقام في الظلام محاولا التوجه إلى الشباك لكى تمتلئ رئتيه بالهواء فأخذ يرتطم بالأثاث و تحسس بيديه حتى وجد زجاج الشباك و من فرط انفعاله كسر زجاج الشباك  و تنشق الهواء و شعر أن الهواء ملأ رئتيه و شعر أن تنفسه رجع إلى طبيعته و هنا رجع إلى النوم و في الصباح عندما استيقظ نظر حوله و النهار طالع فوجد النافذة سليمة لم ينكسر زجاجها و مغلقة و وجد آثار زجاج مكسور للوح من ألواح المرايا ووجد يده عليها آثار دم أي أنه لم يستنشق هواء من الشباك أثناء الليل بل تخيل ذلك و تنفسه رجع طبيعي .              
****  فكرة الإيحاء  مبنية على الاعتقاد بفكرة بشدة لدرجة أن تسيطر علي العقل  و يستجيب الجسم لذلك بصورة مدهشة و يحدث  ذلك في الأمراض العضوية والأمراض النفسية ذات الأصل الإيحائي مثل الأمراض العصابية من هيستيريا تحولية واكتئاب و قلق و خوف وتوتر ووسواس و الأهم هو الأعراض النفس جسمانية و هي عندما تظهر أعراض جسمية ثانوية لاضطرابات نفسية غالبا نتيجة شخصية حساسة جدا تتعرض لضغوط الحياة و تكون هذه الشخصية لا تمتلك مقومات قوى الدفاع النفسي الذاتي للتغلب على الضغوط و ليس لديها القدرة على حل المشكلات فيحدث أن تنطوي هذه الشخصية على نفسها و تنغلق و يبدأ الجسم في الاحتراق لأنه لا يستطيع تحمل كرة النار التي في داخله و لا هو استطاع حل المشكلة أو المشاكل المدفونة في داخله و لا استطاع أن يخرجها ليشترك معه أحد في حلها أو مجرد معرفتها فيبدأ الشخص بالمرور على تجربة أو تجارب آلام بالجسم غير معروفة السبب و صداع  ، زغللة ،  دوخه ،  ضربات قلب سريعة ، عدم راحة في التنفس ، تنميل ، رعشات ، عطش ، جفاف الريق ، صعوبة البلع ، عدم الرغبة الجنسية و العجز الجنسي و عدم الرغبة في الأكل والنوم و قد يكون عرض واحد فقط من ذلك و قد يحدث اضطراب أو توقف عمل عضو حركي من الجسم مثل الشلل النفسي أو عدم القدرة على الكلام النفسي أو عدم القدرة على الرؤية ذات الأصل النفسي ( و أتذكر أنه جاءت الى العيادة  بنت 15 سنه يحملها عمها و يقول أنها اليوم وجدوها فجأة لا تستطيع المشي و عندما شرحت لها أن عدم قدرتها على المشي هو عرض نفسى فأخرجتهم خارج غرفة الكشف و تكلمت معها و بأسلوب الإيحاء بطريقة طبية  أصبحت تحرك رجليها و قالت لي أن ما حدث لها حدث بعد أن أحبت شابا ووعدها بالزواج و راحت له عند الشقة التي وعدها أن تقابله هناك و لم تجده و لا أحد فتح لها الباب  فوجدت ساعتها رجليها مش شايلها و هنا قلت لها أخرجي و تمشى إلي الباب و افتحيه لأهلك و بمجرد أن رآها أهلها واقفه على قدميها  و تمشى  سمعت الزغاريد و هنا قلت لأهلها أنها لو كانت تحكى لهم أحداث حياتها ما كان حدث لها ما حدث و قلت لهم أن البنت إن لم تجد الحنان في البيت ستجده خارج البيت ).
*  و يزيد عذابه أنه لا يستطيع أن يجد سبب ملموس لهذه الأعراض و تعب من كثرة اللف على الدكاترة و الكل يقول له بعد الأشعات و التحاليل الكثيرة أنت كويس و لا يوجد سبب عضوي لما تشعر به و يقول المريض لو كان فيه عملية كنت عملتها و يزداد عذابه بعد خروجه من عند أي طبيب او أي دجال أو ما يطلق عليه اسم الشيخ لأنه لا يجد إجابة لسؤاله ماذا عندي ؟ و أخيرا أحد هؤلاء الأطباء أو المشايخ يخبره أن يذهب لطبيب نفسي و هنا تظهر معاناة من نوع آخر و هو سؤال المريض لنفسه هل أنا مجنون و هل وصلت لهذه الدرجة و يبدأ رحلة أخرى مع الأطباء النفسيين الصالح و الطالح منهم أطباء جيدين و أطباء غير جيدين و في بعض الأحيان يفقد الثقة أيضا في الأطباء و المشكلة الأكبر أنه يرى من حوله أو يتصور أنهم حوله من أحبائه وغيرهم لا يشعرون به و يقول لنفسه مش حاسيين بيه و يزداد الألم النفسي .
*  و هنا يصبح المريض مهيئا للاستجابة للإيحاء (و ممكن هو أصلا شخصية إيحائية يتأثر من أقل الضغوط)  بحيث  أنه بمجرد أن يجد المريض شخصا متفهما يستطيع الوصول إلى أعماقه و يشعر بأنه فاهم لحالته و مقدر لها و يخبره على علامات يشعر منها المريض أن هذا الشخص يجد معه الراحة  تبدأ استجابة المريض لأى أمر أو نصيحة أو علاج أو حتى مجرد شربة ماء يعطيها له هذا الشخص و يشعر المريض بالارتياح و تختفى الأعراض النفس جسمانية و يتفاجأ المريض      باختفاء العرض مثل ارتفاع ضغط الدم النفسي فيزداد إيمانه بمعالجه أي كان و يزداد سماع كلامه و تختفى الأعراض تلو الأخرى وهنا ننتقل الي القوة الروحية داخل كل انسان فينا فلقد خلقنا الله بقوى و طاقات مذهلة تظهر في وقت الحاجة إليها مثال لذلك الخوف  الطبيعي المؤقت من الحيوانات المفترسة أو أي خطر حقيقي فنجد أنه ظهرت طاقة جبارة داخل الانسان إما للمعركة القادمة أو الهروب فنجد أن الجسم يتغير من الداخل من كل شيء الهرمونات و الدورة الدموية و القلب و التنفس و الكلى و العضلات و الانتباه الذهني و بمجرد انتهاء الخطر يرجع الجسم إلى أصله من التوازن في كل شيء  .
*  و لكن خطورة الخوف و القلق و التوتر و الاضطرابات النفسية هو استمرار الإنسان في الخوف و القلق في أوقات ليس فيها قلق و خوف بل أحيانا يكون الخوف و القلق من لا شيء من مجرد أفكار صنعها الانسان بنفسه و لنفسه وأرعب بها نفسه و هو خوف في خياله فقط من المستقبل من أخطار توهمها هو وأفكار نتيجة أفعال قديمة رفض مسامحة نفسه عليها كيف فعل ذلك  في يوم من الأيام و يبدأ يجلد نفسه و هل سيغفر لي ربى و يقول المريض أعتقد أن ربى يعاقبني و تبدأ أن  تسوء حياته من كافة  الوجوه و هو السبب في تدمير حياته و لكنه لا يريد الاعتراف  .
*  و هنا تبدأ معضلة أخرى و هي رمى مشكلته على غيره ، أي اللجوء للغيبيات لكى يستطيع أن يواجه نفسه و يقنعها بأنه ليس له يد في الذى يحدث له و إنما هو جن ، لبس ، سحر ، غضب من الخالق و تظهر مشكلة بعض الدجالين في استغلال جهل الناس وإنقيادهم خلف فكرة الشيخ و الدجال مثل موضوع الجن في رمضان ( جاء لي بالعيادة أخ بأخته ذات ال25 ربيعا ووجها متورم  من الضرب من دجال أو كما يطلقون عليه شيخ واشتكت من شكاوى نفسية و قال أخوها احنا لسه جايين من عند شيخ و قال له إن على أختك 20 عفريت  فكان ردى الطبيعي هو عدهم ازاي فقال لي مش عارف فقلت له ألا تلاحظ أننا في شهر رمضان ونحن كمسلمين نعلم أن الشياطين مقيدة في رمضان فقال لي أنا اخبرته بذلك فقال لي الشيخ أن العفاريت اللي عليها عيال لسه بيتنططوا على قفاها وإنما الشياطين التي تسلسل و تقيد فهيا مردة الشياطين اي الكبار منهم ، و ترون  هنا مدى الاستخفاف بالعقول من جانب الدجالين )  و نلاحظ ان هؤلاء الدجالين لا يستطيعون الدخول في مواضيع حسمها الطب و العلم مثل شرايين القلب و الكتاراكت ( مرض المياه البيضاء بالعين )  بل يلعبون في ملعب  الأمراض التي بها جدل علمي مثل العجز الجنسي والاضطرابات النفسية المبهمة و خشونة المفاصل الموجودة  بكثرة عند البشر و لا يجدون حلا لها عند الأطباء .
 *  و هذا ما يفعله الدجال للسيطرة على عقول بعض البشر الذين هم على استعداد لتقبل أي أمور يقولها لأن النشأة و الثقافة لدي هؤلاء الأشخاص تؤمن بهذه القوى الخارقة و تأثيرها على الإنسان و لذلك في تعريف الضلالات  وهى أعراض لبعض الأمراض الشديدة بالطب النفسي من أهم شروطها أن الفكرة غريبة على المجتمع بطريقة شاذة أما إذا كانت الفكرة مقبولة عند المحيطين فهذه لا تعتبر ضلالة و مثال لذلك شخص يخرج بفكرة أنه رسول و ينزل عليه جبريل من السماء و هذا طبعا ينكره كل من حوله لأن الرسالات السماوية انتهت  ، و هنا يستغل الدجال الفرصة .
* و أي دجال يصنع حول نفسه حالة من الرهبة و الخوف و الإتيان بأعمال بحيث يعتقد الناس مقدرته و قدراته الاعجازية  و عندما يقف المرء أمامه  يستجيب لأى أوامر منه و لذلك يقول أحد الدجالين لمساعده هاتلى معلومة واحدة عن شخص ما و أنا سأجعله تحت سيطرتي  .
* التسامح مع النفس و هي نقطة  يغفلها الكثيرون و هي أن إحساس المريض بمسئوليته عن مرضه أو عدم تحقيق الشفاء المرجو  يتسبب في مضاعفة الآلام و اشتداد وطئة المرض عليه و مثل الأمراض الإيحائية و التي تأتى بالإيحاء كما أوضحنا ، يستخدم أيضا الإيحاء في علاج الامراض الوظيفية و يساعد الأمراض العضوية في الشفاء بتقوية جهاز المناعة داخل الجسم.
  • الاضطرابات الوظيفية تكون فائدة الإيحاء أقوى – فائدة الإيحاء في الامراض النفسية أعظم و أحد أدويتها القيمة و الناجحة بالذات الأمراض التي يكون القلق أصلها .
  • و تشترك الرقية عند المسلمين مع الإيحاء ببعض الشروط و الظروف و الأمر الذي يؤدى إلى نجاح الرقية هو اعتقاد المريض بالرقية و ثقته بأهلية الراقي وإخلاصه .
  • و ما أجاز الإسلام الرقى بحال من الأحوال لتحل محل الدواء المادي و لذلك ننصح جميع المرضى بألا يهملوا العلاج الطبي بحجة الرقية  أو العلاج بالقرآن أو حتى الشيوخ أو علاج السحر أو علاج الحسد .
  • تأثير الوهم و الإيحاء يلعب دورا يقدر ب 30% من أي علاج بمعنى لو أخذ 9 اشخاص قرص فيتامين وهمى من غير علمه  لمقاومة الصداع سيشفى 3 منهم على الأقل وهذا هو ما يطلق عليه البلاسيبو و هو شيء يعلمه كل الأطباء و الصيادلة و هي أدوية غير حقيقية تعطى للمريض و في التجارب التي تجريها شركة الأدوية على العقار الجديد يقسم المرضى إلى مجموعتين  الأولى تعطى العقار الحقيقي في حين تعطى المجموعة الأخرى بدون علمها مواد غذائية تشبه العقار الحقيقي و غالبا ما تكون حبوب سكر أو ملح و غالبا ما تنتهى التجربة  بشفاء 30 % من المجموعة التي تم إعطائها الحبوب الوهمية و الأطباء لذلك أصبحوا ينظرون بتقدير أكبر لتأثير الإيحاء و نظرية إتاحة الفرصة للجسم لعلاج نفسه بنفسه و لذلك قاموا بعمل عمليات وهميه لمرضى تحسنت نسبة 30% من حالتهم .
  • الطب لا يزال عاجزا أمام بعض الأمراض.
  • العقل يمكنه شفاء الجسم  و يساعد في شفاء الكثير من الأمراض العضوية و حتى في الأورام الخبيثة إذا امتلأ  بروح الأمل والتفاؤل و من هنا جاءت نظرية الصيدلية الداخلية و قدرة الجسم على علاج نفسه بنفسه و الصيدلية الداخلية هي إحدى القوى الجسمية الموجودة بالجسم أصلا للعلاج بمعنى أنها موجودة كجزء أساسي من أجزاء الجسم .
  • الإيحاء به ترتفع معنويات المريض و يتحسن جهاز المناعة لمقاومة الأمراض و تخف الأعراض و يشعر بالتحسن أو يشفى و الطب الحديث يقر أثر الإيحاء في الشفاء فالمشاعر الايجابية تسبب في تهيئة الجسم لإصلاح نفسه و تحقيق الشفاء و تسبب بشكل غير مباشر في دفع الجسم لإنتاج الدواء المطلوب من الصيدلية الداخلية لمساعدة الجسم على الشفاء أو التحسن .
  • هل يعلم الناس أن العلماء تمكنوا من التوصل إلي أن جسم الانسان يقوم بإنتاج مادة كيميائية مخدرة هي أندورفين التي تعمل على التخدير و تسكين الآلام و التي يتم إنتاجها ضمن عناصر الصيدلية الداخلية للجسم .
  • مدى أهمية ارتباط العقل بالجسم و هو ما يتحقق بإشراك المريض في العملية العلاجية و توثيق العلاقة مع المريض و ليس إعطاء أدوية  فقط .
  • التسامح يدفع للشفاء.
                                                                دكتور / محمد فرفور
                                                                استشاري الطب النفسي
     
     

هناك تعليقان (2):