العصبيه ( انا عصبى و نفسى اكون بارد)
 |
| العصبيه ( انا عصبى و نفسى اكون بارد) |
أنا عصبي ونفسي أكون بارد
العصبية صفة ملازمة للشخص أن يثور لأتفه الأسباب وتكون ثورته فيها إيذاء
للغير وأحيانا عدوانا لفظيا أو جسديا أو ازعاج أو تأثير سلبي على الأبناء والقدوة
والتربية.
فكثيرون يقولون " احنا عصبيين ليه ؟؟؟؟؟ " رجل
يشتكي أن زوجته عصبية معه وعصبية مع الأولاد
وهي تقول أن ما بها بسبب الأولاد و زوجة تقول أن زوجها بيعصبها و العكس يحدث أحيانا
وأخ أو أخت تقول كذلك بسبب أخوها أو أختها إلخ 00 الملاحظ هنا أن العصبي لابد أن
يجد مبررا لعصبيته ويقول أن هناك من يعصبنى حتى يستطيع أن يبرر أمام نفسه و أمام الناس
عصبيته وفي الحقيقة أن الإنسان العصبي له أكثر من وجهة لهذا التصرف:-
- قبل ما يكون الإنسان مش مستحمل من حوله بيكون مش مستحمل نفسه واللي فيه مكفيه وهو نفسه مش مستحمل ما بداخله وغالبا لا يريد أن يطلع عليه أحد.
- ليس عنده القدرة على التعامل مع المواقف والانسان العصبي لا يعرف أن يتحكم في نفسه ويضع حلول للمشكلة ، يكبر الأشياء – (مثال لدلك طفل يكسر طبق فالام العصبية تصرخ و تعنف الطفل ، والطبيعى أن تبعد الطفل عن الطبق لتحمى ابنها وتنظف المكان وبعد ذلك تجلس معه بهدوء وتفهمه). وغالبا رد فعله خاطئ بالمعنى النفسي أن قدرته النفسية في الدفاع عن نفسه وتقييم الموقف ضعيفة. وغالبا العصبي يندم بعد رد الفعل السيء منه ولكنه لا يستطيع أن يواجه ضغوط الحياة ، والعصبية هي مرادف الانفعالية ومرادف الغضب.3- لو كان واحد في عقله تصور معين للأشياء و كل حاجة مترتبة في تفكيره ثم يجد الأشياء انقلبت رأسا على عقبأي عكس توقعاته و يقول " الدنيا مش ماشيه زي ما انا عايز "، من أكبر الأسباب التي تؤدى إلى العصبية.* وطبيعي أن أي إنسان يجب أن ينفعل في بعض المواقف واسمها انفعالية وقتية وهي رد فعل طبيعي ومفيدة ليتعلم الانسان من أخطائه.* أما المشكلة فهي الانفعالية المستمرة الدائمة الملاصقة للفرد في معظم سلوكياته فهنا يصبح المكبوت من الصراعات الداخلية داخل الإنسان يؤدى به مع استمراره وعجزه عن حل مشكلاته الداخلية وعدم رضائه الداخلي عن نفسه وعن الحياة وأنه كان يستحق أفضل من ذلك واحساسه بمظلوميته ويسأل نفسه دائما ليه فلان يفعل ذلك وليه فلانة تفعل ذلك.* ويصل به الأمر في أوقات كثيرة أنه لا يتحمل هذه الضغوط فيكاد ينفجر فإما ينفجر في نفسه على شكل أمراض نفس جسمانية مثل السكر العصبي أو الضغط العصبي أو القولون العصبي أو السكتة القلبية أو الدماغية. وإما ينفجر في الآخرين على شكل عصبية يندم بعدها ويقول لماذا فعلت ذلك وأنا لم أشعر بما أفعل وإما الحالتين.* عندما تزداد الضغوط والأعباء على الانسان العصبي تزداد عصبيته ويجد مبرر لعصبيته وهى أن المسئولية والعبء هم الذين يحملهم وحده مثل زوجة زوجها تارك لها المسئولية فوق دماغها، فتقول الزوجة يكفي ما أنا فيه وتطالب زوجها أن يشاركها في المسئولية ورفع العبء عنها قليلا.**** معضلة الإنسان البارديقول الإنسان العصبي أنا أريد أن أكون بارد يحدث ما يحدث ولا أتأثر، ومواصفات الإنسان البارد في ثقافة مجتمعنا هو الإنسان الذي يقول دائما كله خبر خير، ما فيش مشكلة خالص من أي شيء، أمامه الخطر ولا يعالجه، الدنيا تتهد من حوله ولا يهتم، وبين العصبي والبارد هناك الإنسان الوسط.لا يوجد إنسان بارد حقيقه فوجود إنسان رد فعله ضعيف أو غير موجود تجاه المواقف ينتج من أكثر من سبب :-فالنوع الأول من الإنسان البارد: ينتج عن اختلافات في الاهتمامات والتوجهات فالشيء الذي يراه المرء مهما جدا يثور من أجله والشيء الذي يراه المرء غير مهم لا يلتفت إليه و من هنا ينتج رد فعل الشخص على المواقف و مثال لذلك زوج و زوجة و عندما تثور الزوجة على الأطفال لسوء سلوكهم معها و في نفس الوقت يجلس زوجها يقرأ الجريدة و لا يعطي للأمر أهمية و هنا ماذا يحدث في تفكير كل منهما فالزوجة ترى أن الزوج بارد لا يتأثر بما يحدث و الزوج يرى أن الزوجة عصبيه و يتساءل في نفسه لماذا تنفعل كل هذه الانفعالات فلم يحدث من الأطفال شيء يستحق تعنيفهم .ابن يقول لفظ سيء لأمه والأب يجلس لا يحرك ساكنا والأم تطالبه أن يتحرك لتأديب ابنه ولكن الأب يعتبر أن كلام الابن عادي لأن الأب نفسه تربى عليه وكان يسمعه عادي من أبيه وأمه.النوع الثاني من الشخص البارد: شخص قليل الذكاء لا يفهم جيدا ما يدور حوله ولا يستنبط مفاهيم الأمور فهناك أمور كثيرة لا يدركها تفكيره فعندما يحدث أمر ما نجده لا يهتم به ويتكلم بلا مبالاة لأنه لا يفهمه ولا يدرك عواقبه.النوع الثالث من الشخص البارد: الذي لا يفهم حقيقة الموقف لجهله به.النوع الرابع من الشخص البارد: الذي يصر على الخطأ وهو يعلم أنه خطأ.**** يوجد نوعين من العصبية: عصبية داخلية أي تنحصر داخل عقل الانسان بعض الأمور و الأفكار لا يستطيع التخلص منها و في نفس الوقت لا يستطيع التعامل معها و لا يجد حلولا لها و لا يستطيع تحمل وجودها فتظل تأكل فيه من الداخل و تصبح ككرة النار داخله لا يستطيع إطفائها أو القائها بعيدا عنه و لذلك تصبح أعضاء جسمه في إثارة دائمه ، وعصبية خارجية بأن يفجر الغضب الداخلي عنده في البيئة المحيطة سواء أناسا غيره أو جماد، يلعن حظه ويلعن الظروف و يلعن الطقس و يضرب برجله أي شيء أمامه وجسمه مثار طوال الوقت و مع ذلك لا يرتاح و ممكن النوعين معا . ويوجد المتعصب لفكرة ما ولا يرى غيرها ويدافع عنها باستماته حتى لو كانت خاطئة.**** معظم المتعصبين يتعصب فيخطئ ثم بعد فترة يصبح أكثر هدوءا فيندم على ما فعل ثم يحاول أن يصلح الأمر فيعتذر و لكنه يحاول أن يجد مبرر لخطئه وعصبيته بأن غيره هو الذي عصبه و دفعه لذلك و يقول ما هو لو لم يكن فعل ما فعل لم أكن (ما كنتش) إتعصبت وهو هنا يرى أن رد فعله العصبي ده طبيعي و هنا يظهر بوضوح عدم التحكم في النفس و افتراض عدم الخطأ من الغير و عدم فهم منطق عدم الخطأ في الغير، و المشكلة هنا هي تكرار العصبية بحيث تصبح صفة ملازمة له يضر نفسه قبل غيره بها أما لو كان انفعال مؤقت لحدث معين فلو أخطأ يعترف بخطئه و يعتذر و بذلك تظل كرامته محفوظة.**** الإنسان العصبي يقولون عنه في ثقافة مجتمعنا أن لسانه سابق عقله ولا يفكر قبل أن ينفعل وأن اللي يتعصب وصوته يرتفع ويضيع حقه لأنه بيخطيء في غيره. وبرغم انكار بعض العصبيين لأخطائهم إلا إنهم عندما مثلا يجلسون في جلسة صلح كما يقولون عنها قعدة رجالة بيغلطوه ويحكموا عليه أحكاما.وهذا النوع يبعد الناس عنه لأنهم يعتبرونه شخص مؤذي ولا يستطيعون ردعه وهنا يشتكي الفرد العصبي أن الناس هم الذين يعادونه ويبتعدوا عنه فهم اللى مش كويسين ويقول هو أنا عملت لهم حاجة بل هم الذين فعلوا وتزداد عزلته.***** ولو سأل عصبي نفسه عندما يتعصب عليه شخص لماذا هذا الشخص يتعصب عليا ؟ ، هو ليه عندي ايه ؟ ، وأنا إيه اللى يخليني أتحمل عصبيته ؟ سيبتعد عن الشخص العصبي أمامه.**** بعض أنواع العصبية لا يشعر بما يفعله من تصرفات أثناء عصبيته وإنفعاله ولكن يظل إنسان عاقل ويحاسب على كل صغيرة وكبيرة .***** والحل هو السلام النفسي أي تقليص الصراعات الداخلية عن طريق الفهم الصحيح للأشياء والاستشارة الطبية النفسية ليتعلم كيف يتعامل مع نفسه والآخرين ويحاول ألا يتكبر على ذلك لأن كل ابن آدم خطاء وفوق كل ذي علم عليم .نصائح للشخص العصبي* اقرأ مقال حب نفسك شويه بنفس الجريدة في عدد سابق أي خاف على نفسك وصحتك وحياتك وحياة من تعولهم.* حاول أن تقوم بعمل ما يسمى بالخلوة العلاجية أي عندما تكون في موضع عصبية تقوم بسحب نفسك فورا الى داخل غرفة وتغلق عليك الباب وتجلس حوالي 5 إلى 10 دقائق وتقول لنفسك هل يستحق الموقف الانفعال؟ وهل يستحق الموقف أن أخسر صحتي وحياتي؟ أو أن يرتفع ضغط الدم ويحدث جلطة قلبية أو دماغية فمن سينفعني من الناس حينئذ، صدقني ستخرج من الغرفة وقد اتخذت القرار السليم.* حاول أن تبطئ في سرعة كلامك لأن ذلك سيبطئ تفكيرك.* حاول ألا تخطئ في الغير حتى لا يخطئ آخرون فيك.* حاول ألا ترفع صوتك وتصرخ حتى لا يضيع حقك.* استفد من تجاربك السابقة وهل حلت العصبية أي شيء سابقا.* لا تأخذ قرار وأنت متوتر أو غاضب.* حاول ألا توتر و تشد نفسك بسبب التأخير عن أحد المواعيد أو الأشياء المهمة في نظرك و بالذات إذا كان تأخرك عنها بسبب خارج عن إرادتك فإنه يكون من المفيد ألا تحاول النظر في الساعة كل شويه وهل النظر في الساعة كل شويه سيجعلك تصل سريعا في الميعاد أو إنهاء المهمة فالنظر المستمر للساعة لن يساعدك في الوصول سريعا و لكن سيزيد مقدار التوتر عندك و لن تستطيع انجاز المهمة جيدا وأنت متوتر ، و مثل الطالب قبل الامتحان و هو يحاول قراءة أي شيء قبل دقائق من دخول لجنة الامتحان معتقدا أنه ستظل المعلومات برأسه وهو لا يدرى أن توتره يزيد و فقدانه للمعلومات يكون أسرع .* كن متسامحا مع الناس و الأمثلة كثيرة فمثلا صوت الصراخ الذي تطلقه هجوما على سائقي السيارات حولك بسبب أخطائهم إذا كنت أحد قائدي السيارات لن يفيدك ولكنه سيجعلك متوترا أكثر والتوتر سيجعلك تخطئ في القيادة وسيرفع ضغط دمك أكثر ولن تغير شيء بسبب الصراخ أو الضغط باستمرار على آلة التنبيه أو كلاكس السيارة.دكتور / محمد فرفوراستشاري الطب النفسي
جميل
ردحذفكلام رائع و نصائح عملية جدا
ياريت كلنا نتعلم الهدوء
ردحذفمقال رائع ☺☺
ردحذفمقال رائع جدا يادكتور
ردحذفغاية فى الروعه
ردحذف