مقالى بجريد البلاد بعنوان عندما تسوء الامور --- كيف تتصرف ؟
عندما تسوء الأمور ---- كيف تتصرف؟
**** نحن لا نتكلم عن مشاكل أو أحداث بعينها ولكننا نضع تصور عام للتعامل
مع المواقف السيئة و يحاول كل واحد تطبيقه و تكييفه مع أحداث حياته ، وأيضا نحن لن
نستطيع تغيير الكثير من أحداث الحياة و لكن يجب أن نغير من أنفسنا لكى نصل إلى ما
نريده أو نرغبه ولنبدأ وسنستخدم كلمة مشكلة مبدئيا (للتوضيح) كثيرا :-
أولا :- يجب علينا الاعتراف أن هناك مشكلة يجب أن تحل لكي نستطيع أن نكمل
حياتنا بطريقة جيدة ليس فيها تعاسة.
و ثانيا :- يجب أن نواجه المشكلة لا أن نهرب منها .
و ثالثا :- يجب أن لا نسمح للشعور بالعجز أن يداهمنا و يقوض طرقنا في حل
المشاكل.
و رابعا :- لابد أن نعترف أن هناك أكثر من وجهة نظر و طريقة حل لكل مشكلة و
لذلك يجب أن يكون عندنا البدائل في عقولنا لحل أي مشكلة و إذا فشلنا في طريقة يجب
البحث عن طريقة أخرى وأخرى وأخرى .
**** وليست هناك مشكلة بلا حل فهناك مشكلة نحاول وننجح في النهاية في حلها وهناك
مشكلة أعيتنا الطرق في حلها وهنا يجب أن نتجاهلها ونكمل حياتنا برغم الألم النفسي.
**** هل هناك أحد في الحياة بدون
مشاكل بأنواعها و يا ليت أجد أحدا بدون مشاكل ولكن هيهات لأن ذلك سيكون ضد طبيعة
البشر والحياة و كل من عنده مشكلة يعتقد انها اكبر مشكلة، أما من يقول أنه بدون مشاكل
فهو واهم أو لا يشعر بالمشكلة أو يتكبر عليها أو ينكر وجودها أصلا و في كل الحالات
سيصدم بالواقع.
**** والمعضلة عند كل البشر أنه عندما تسير الأمور بطريقة سيئة من وجهة نظر
الشخص فإنه يرتبك وتتشوش أفكاره ويصبح غير متزن انفعاليا وذهنيا ويبدأ في وضع
فرضيات للذي حدث و الذى سيحدث وبناء على خبراته السابقة فيبدأ بلوم الآخرين محاولا
أن يجد شماعة يبرر لنفسه أن سوء الأمور بسبب الغير أو الأشياء مثل الغيبيات كالسحر
والحسد والمس.
**** فكيف تحافظ على أفكارك
وتوجهاتك واتزانك الذهني والانفعالي إذا مر بك ظروف سيئة وتبقى متحكما في حياتك وفي
إدارة الموقف؟ يجب أن تتوقف عن لوم
الاخرين أو الاشياء وتقول لنفسك أنك مسئول عن شيء وحتى إن لم تكن مسئولا عن السوء
الذي حدث فانت مسئول عن تعاملك مع الحدث وكيف تتصرف لحله.
**** لذلك عندما تسوء الأمور فحاول أن تكون
هادئا قدر الامكان وأن يكون الانزعاج والانفعال مؤقتا لتبدأ في وضع حلول للموقف وتبعاته
ولا تبدأ في حل المشكلة إلا بعد انتهاء الانفعال والانزعاج ولهذا نقترح عمل هدنة بينك
وبين نفسك وبينك وبين العالم تستجمع فيها أفكارك وتبدأ بعد ذلك أول خطوة وهي تجميع
المعلومات عما حدث ولماذا حدث وكيفية حدوثه وتبعاته وبدائل التعامل معه.
**** وتوجد طريقة جميلة يفعلها الكثير من الناجحين هي كتابة تفاصيل المشكلة
في ورقة وتكون هذه الطريقة جيدة لأنه على مستوى الأفكار يكون هناك تشابك بينها
وعندما تقوم بتفريغ هذه الأفكار على ورقة أمامك تجعل الموضوع أكثر وضوحا.
**** جمع المعلومات عما حدث يفيد في أننا أحيانا نعتقد بوجود مشكلة وفي
الواقع لا توجد مشكلة أو تكون مشكلة بسيطة ونضخمها أو نتصور أنه ليس هناك حل أو
أننا لا نستطيع التعامل معها ومع تبعاتها بينما يوجد الكثير من الحلول، ألم يحدث
لكثير منا أن أخذ موقف من حدث ما وبعد فترة علم بعض الحقائق التي جعلته يقول لنفسه
أنا أخطأت في تقديري للأمور وكان يجب أن أتمهل وأسأل أولا.
**** و إذا كان هنا ضرر فكيف نقلل منه قدر الامكان ونحصل على أفضل المكاسب
لأن هناك أناس يهدمون المعبد فوق رؤوسهم ، وأحيانا ننجح في تطبيق المثل (يعمل من
الفسيخ شربات ) ونحول الهزيمة إلى مكسب
بالقيام بعملية شبه تجارية تقدير المكسب و الخسارة و الأولويات ، ومحاولة تطبيق المقولة
( لا تشتري الغالي بالرخيص ) فالمشكلة هي
الرخيص و الغالي هو أنت و حياتك فمثلا
انفعال زائد جدا وإحباط و سوء تقدير
الموقف ممكن أن يؤدي إلي ارتفاع ضغط الدم و يحدث مرض السكر أو
سكتة قلبية أو جلطة بالمخ و شلل و هنا يجب علي الانسان أن يختار حياته و تهون عليه
المشكلة و يركز على تفادي تبعاتها أو التقليل من تبعاتها .
**** التقدير الصحيح للموقف يفيد
في أننا يمكن أن نجعل سوء الأمور محدود التأثير أي لا نجعله يكبر عن حجمه لأننا
نفهم أن الضرر أكبر لو استمرينا في تكبير المشكلة.
**** وأيضا تقدير مع من حدثت
المشكلة بكون له أكبر الأثر على طريقة حل المواقف السيئة فهل المواقف تشمل الأبوين
والاشقاء والأقارب أم اشخاص غرباء أم أناس مضطرين للتعامل معهم أم يتحكمون في
حياتنا أم خسارة مادية أم معنوية أم إهدار للكرامة والشخصية أم توقف عمل أم الطرد
من عمل، وهنا طرق وضع الحلول تختلف تبعا لمع من حدثت المشكلة وطبيعة المشكلة وأبعادها.
**** ولنلاحظ أن أي موقف في الحياة له وجه مظلم ووجه مشرق ولكننا دائما
نتجه إلى الوجه المظلم تبعا لخبراتنا السيئة السابقة في الحياة وتوقع السوء
اعتقادا منا أننا بذلك نمنع السوء.
**** وذوي الخبرة في الحياة والناجحون يعرفون أن كل تجربة فاشلة في الحياة
داخلها نجاح ويتعلمون من أخطائهم أو حدوث أشياء غير التي يرغبون في حدوثها أو
بالطريقة التي يريدون ويضعون بدائل للحلول إن لم ينفع هذا الحل سينفع الآخر.
**** ومن الوسائل الممتازة للمساعدة في الحلول إذا حدثت أمور سيئة يجب أن تتجه
للمختصين لطلب حل المشكلة وتطلب منهم النصيحة وطرح الأفكار المساعدة لك في هذه
الظروف وبعد ذلك خذ القرار ولاحظ أنه يجب أن تركز على الحلول لا على الشكوى
والبكاء والاستمرار في ذكر الأمور السيئة التي حدثت لك وتكرارها، لأنه بذلك يصبح
عندك وقت للتفكير في الحلول لأنك تركز طاقتك وأفكارك في الحلول وليس في المشكلة.
**** فالطريقة التي تفكر بها هي
التي تحدد الطريق الذي ستسلكه لحل المشكلة التي تمر بها فما رأيك إذا كنت تكره
الكلاب وتخاف منها وتخشى أن تعضك أو تؤذيك فإذا رأيت كلب ماذا سيحدث ستخاف وتتعرق
وتزداد سرعة ضربات القلب وتجرى بأقصى سرعة أما إذا كنت تحب الكلاب وتربيها ولا
تخاف منها بل تجيد التعامل معها فإنك لن تخاف ولن تجرى بل ستحاول التعامل معها والتربيت
على ظهرها فهكذا الحياة.
**** وكذلك لو أنك إنسان خير ومالك للخير والأعمال الخيرية وليس عندك لهفة
على جمع المال ماذا سيحدث إذا فقدت مال فسيمر الموضوع بهدوء أما إذا كنت شحيحا
ومتلهف على جمع المال بأي طريقة فماذا سيحدث إذا فقدت مال ستفقد عقلك.
**** ماذا سيحدث لو تزوج الزوج على
زوجته الأولي زوجة أخرى هل ستقبل الزوجة الأولى بسهولة بالطبع لن تقبل ولكنها ستنهار
وتطلب الطلاق، ولكن ماذا يحدث لو أن الزوجة الأولى والدها وأخوها لهم أكثر من زوجة
وهي تعلم أن زوجها مزواج فهي عندئذ ترى أن الزواج بأخرى سيمر عليها بهدوء.
**** وحبنا لأنفسنا وحياتنا هو الذي يجعلنا نمر بالصعاب، وعندما يحدث أمر
سيء يجب عليك بداية أن لا تذكر كلمة مشكلة في عقلك الباطن و لا تكررها بل قل إنها
موقف أو تحدي و لتقل لنفسك أنك أمام تحدي جديد اليوم فماذا أفعل؟ فأصحاب التحدي هم الذين يجعلون الحياة ممتعة
ويشعرون أنها تستحق أن نعيش بطريقة جيدة فيها وكل يوم لهم تحدى جديد وتجربة جديدة.
**** وحتى نقص المال والحياة الصعبة عند البشر، نجد البعض منهم لا يستسلمون
ولا يعجزون بل يحاولون في مختلف الطرق، والمشكلة تكمن في الاستسلام، وحتى إذا فشلت
المحاولات لتحسين الأمور نجدهم راضيين ويعلمون أنهم سيأخذون نتيجة صبرهم على تحمل
هذه الأمور السيئة إن لم يكن في الدنيا فسيكون في الآخرة، ولكن لا تؤذي ولا تحطم نفسك
بنفسك يا إنسان، و أن الشعور بأنك قصرت في حق نفسك وأنك كان من الممكن أن تفعل
الأفضل هو شعور سيء جدا ، وإذا شعرت أنك فقدت الدنيا فلا يجب أن تفقد الآخرة.
**** ويجب أن نعلم جميعا أن البشر معرضون للفشل أو الخطأ في أحداث الحياة
مرار وتكررا ونحن نكره ذلك ولكننا نعلم ذلك ونعتبرها فرصة لتغيير مواقفنا وطرق
حياتنا إلى الأحسن.
&&&& فكيف تستطيع
التعامل مع أحداث الحياة السيئة؟
أولا:- حب نفسك وحياتك واحرص على أن لا تؤذي نفسك بنفسك.
ثانيا:- الفصل بين الأمور أي عندما تكون في موقف ما يكون كل تركيزك عليه وعندما
تكون في الموضوع الآخر يكون التركيز كذلك عليه.
ثالثا:- تقييم كل وجه من الحياة
عندك التقييم الصحيح وبذلك يكون التركيز عندك عاليا في الموضوع الواحد ولا يحدث
تشتت ، يجب أن تعلم أن لكل حدث او أمر
في الحياة أكثر من وجه.
رابعا:- حاول أن
تصبح صادقا مع نفسك ولا تمارس الخداع مع نفسك.
خامسا:- حاول أن تجعل الانفعال والتوتر وقت الأمر المثير
فقط ولا تحمله معك أياما وشهور وسنين.
سادسا:- احرص
على اهتماماتك الخاصة وتنفيذ الأجندة الخاصة بك وليس تنفيذ الأجندة الخاصة بغيرك
فالآخر يريد تنفيذ أجندته فماذا تريد أنت؟
د.محمد
فرفور
استشاري
الطب النفسي
مقال رائع يستحق القراءة☺☺
ردحذفمتميز جدااااااااا وحلول عملية ، احاول شخصيا تطبيقها
ردحذفمقال جميل جدااا ^_^
ردحذفمقال رائع جدا
ردحذفأزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذف