مشاركة مميزة

عندما تسوء الامور ----- كيف تتصرف ؟

مقالى بجريد البلاد  بعنوان عندما تسوء الامور --- كيف تتصرف ؟ عندما تسوء الأمور ---- كيف تتصرف؟   **** نحن لا نتكلم عن مشاكل أو أحداث بع...

الأربعاء، 26 أبريل 2017

السلطه الأبويه بين الحب و الحزم و التهميش

السلطه الأبويه بين الحب و الحزم و التهميش 


إن أفضل علاقة بين أفراد الأسرة هي علاقة الحب و المودة و مقالنا هنا حول السلطة الأبوية ، فإذا كان الذى يحرك الأمور بين الأب و أبنائه هو الحب فتكون الحياة بينهم سهله .
 السلطة الأبوية معناها هي أن الأب هو الراعي و المنظم لشئون الأسرة و تساعده في ذلك الأم و تكون مساعدتها هو اطلاعه باستمرار على أحوال البيت وأفراد الاسرة ( وهذا طبعا بالإضافة إلى دورها الرئيسي في تكوين الأسرة  من الحب و الحنان و المودة و التربية ) .
·        و أفضل الأدوار هو ظهور الأب دائما في صورة المحب لأبنائه و الحازم  مع  أخطائهم .
·        ومن هنا فإن ضياع دور الأب و تهميشه في الحياة الأسرية يؤذى الأبناء و تكثر مشاكلهم و تظهر على السطح و يبدأ الأب و الأم باتهام الآخر بأنه هو السبب في ضياع  الأبناء .
·        و الحديث هنا عن الأب الطبيعي و الأم الطبيعية الجادين و المقدرين للمسئولية الملقاة على عاتقهم في تربيه الأبناء بطريقة صحيحة فهم أمانة في رقبتهم أمام الله عز و جل و ليس الأبناء مجموعة من الحيوانات المنزلية يأتون إليهم بالطعام و الشراب فقط  فالذي  يحدث مع معظم الأسر أن ما يقومون به هو إطعام و إلباس و علاج الأبناء فقط و ليس تربيتهم .
·        هل فكر أحد في ثنائية وجود الأب والأم في حياة الأبناء و تربيتهم فلكي ينشأ الطفل النشأة السليمة نفسيا لابد من وجود مظهر الأب والأم معا أمامه  father figure – mother figure . فلكل واحد منهم خصائصه التي يجب أن يراها الابن وتكمل شخصيته، الأم تمثل الحب والحنان والرحمة في البيت ويقف دورها وتأثيرها علي الأبناء في سن المراهقة وخاصة الذكور
وهنا تكمن الخطورة عندما لا يتحمل الأب المسئولية ويكون رقيبا وصديقا لأولاده.
ففي مرحلة ما قبل البلوغ تلاحظون أنه عادة يخاف الأبناء من الأب برغم عدم وجوده في البيت معظم اليوم ودائما يفعلون أشياء خاطئة ويقولون لأمهاتهم لا تقولي لبابا وفي مرحلة ما بعد البلوغ تجد الأبناء يستهترون بالأم وقد يعنفونها ويضربونها أيضا ولا يحسبون لها أي حساب  ( امرأة تقول عندي ولدين 15 و 14 سنة فجأة وجدتهم يرفعون الشبشب علي ماذا أفعل ؟ ) وهنا تظهر المظاهر السيئة لأبناء لم يتم تربيتهم وتوجيههم التوجيه السليم . وهذا كله بسبب غياب دور الأب القدوة الحسنة والحزم في حياة أبنائه .
·        المشكلة الأخرى هي الأم وهي بتخبي على عيالها ولا تخبر الأب بما يحدث من أخطاء بحجة أنها خائفة عليهم من غضب أبوهم
( حضرت أم إلي العيادة تشتكي من صداع جامد و بعد فحصها أخبرتها أنها نفسيا غير مستريحة فانفطرت في البكاء وأخبرتني أنها مش عارفة تعمل ايه مع ابنتها البالغة من العمر 17 عاما , ابنتها علي الموبايل باستمرار مع شباب وأكثر من واحد بل قابلت أحدهم خارج المنزل وتقول أنها عملت معها كل شئ حتي الضرب والكي بالنار ولكنها ما زالت مستمرة ) وكان السؤال الطبيعي أن أسألها هو فين أبوها ؟ فقالت الأم أبوها غبي ولو عرف ايلي بتعمله بنته حيكسر لها عظامها بجد فما كان مني إلا أن قلت لها هناك أمور في تربية الأبناء الكبار بعد البلوغ لابد أن يتدخل فيها الأب ولا يستطيع حلها إلا الآباء ولا انت مستنية بنتك تجبيلك حامل وساعتها تفرحي بيها فسهمت الأم فقلت لها لازم أبوها يعرف وأعطيتها بعض الأدوية البسيطة للصداع وانصرفت ثم جاءت في الإعادة في منتهي التحسن والراحة ومعها زوجها وبمجرد جلوس زوجها قال أنا مش غبي وعرفت كل حاجة وصلحت سلوك البنت بدون أن أضربها . هنا نشعر أن الأم انزاح عنها حمل ثقيل .
مثال آخر:-  أم تحضر مع ابنها في ثانوي وتشتكي انه بيشرب مخدرات وعندما نعرف كيف استجابت الأم لرغبات ابنها علشان متزعلوش أو بيكون بيزعق لها ويضربها فتعطيه المال الكافي لشراء المخدرات ولا تخبر أباه عما يفعل وتحضره للعيادة وتستعجبون لماذا لأنه سرق علبة الذهب بتاعتها هنا فقط شعرت بالخطر ------   مأساة !!!!
·        غياب السلطة الأبوية من المنزل واختفاء الحوار مع الأبناء أولي علامات انهيار الأسرة    ( ومن أمن العقاب ساء أدبه )
-         هناك أب موجود وغائب في نفس الوقت.
-         هناك أب ميت  .
-         هناك أب مسافر  .
-         هناك أب تم تهميشه بالبيت ولا يعرف أي شئ عما يحدث داخل البيت  .
هنا تكمن المشكلة عدم وجود الأب كقدوة حسنة ومثال يحتذي به الأبناء ويبدأ الأبناء يأخذون كل قيمهم وأمثلتهم من البيئة المحيطة ويا لها من بيئة هذه الأيام ومن تم وضعه وسطها يفسد فكل عوامل الفساد والأفكار الخاطئة والتطرف في كل شئ  موجودة و ينتج عنها عدم وجود منظومة أخلاقية ودينية تستطيع توجيه الأبناء التوجيه الصحيح .
·        يستهتر الأبناء بأمهم ويقعون في الأخطاء ولا يجدون من يوجههم لأنه في الأصل يجب وجود قوة أو رادع لرد المخطئ عن خطئه وإن لم نستطع رده فيجب علينا نصحه وتحميله المسئولية .

·        أب غائب للأسباب الأربعة التي ذكرناها ، أم قليلة الحيلة لا تملك من الأمر شئ ولا تستطيع التعامل مع أبناء في و بعد سن المراهقة دائما تريد الرجل بجانبها ليساعدها في السيطرة علي البيت ، أم لها مشاكلها الخاصة النفسية والعضوية و الاجتماعية .
حدث مرة أن تحدثت مع امرأة لأمر ما وفجأة وجدتها تبكي وتقول أنا آسفة لأني طوال اليوم كنت مسافرة في جامعة ابنها تسأل عنه و زوجها متوفي من زمن طويل وتربي أولادها لوحدها كأيتام وكبرالابن ودخل الجامعة وذكرت اسم الكلية ، أما الذي دعاها الي زيارة الكلية أن ابنها طلب منها 500 جنية لشراء كتب وأن مصاريف الكلية تتحملها الكلية لأنه يتيم فقالت له ليس معي إلا 250 جنيه فثار عليها فذهيت تسأل عليه في الكلية والمعلوم لها أنه في السنة الثالثة ولما سألت عليه وجدته في السنة الثانية وأنه سقط سنة في الكلية وأن حوله شلة بنات هم الذين أفسدوه وتبكي الأم ماذا فعل الابن بالفلوس التي أعطتها له فكان جوابي لابد من وجود رجل يتحدث معه فهي وحدها غير كافية فقالت لا عم بيسأل ولا خال بيسأل ولا فائدة منهم . والأم تحمل من الهم الكثير وصعوبة الحياة بدون زوج ينفق عليها واهمال الأبناء وغير مقدرين المجهود الذي تبذله في الحياة لكي تجعلهم في وضع معقول .
·        يجب أن يكون هناك حوار دائم مع الأبناء ومحاولة لمعرفة كل صغيرة وكبيرة عنهم والوقوف إلى جانبهم حتي يستطيعوا الاعتماد علي أنفسهم .
و هنا ليعلم جميع الآباء و الأمهات أن القرار في البيت الذى يصدر أمام الأبناء يجب أن يكون مشترك  و من جهة واحدة من الأب أو الأم و يفضل أن يكون توجيه القرار للأبناء من الأب بعد الحوار مع الأم بحيث لا يرى الأبناء إلا قرار واحد في البيت و صادر من الأب , فإذا اختلف الأب و الأم في بعض الأمور فنرجوهم ألا يصدروا قرارين مختلفين أمام أبنائهم  فيحتار الأبناء مع من يتبعون قراره , أو يصدر الأب أمرا ثم تصغر أو تسفه الأم منه أمام الأبناء و تقول لهم سيبكم من أبوكم و اسمعوا كلامي  فالذي يحدث في هذه الواقعة أن الأم تهمش دور الأب أمام أبنائها و إذا حدثت أمور كبيرة في الحياة لا تقدر الأم عليها و تطالب الأب بالقيام بدوره نجد استخفاف الأبناء بالأب الذى أصبح لا دور له في حياتهم إلا أنه بنك للفلوس . وعكس الموضوع صحيح مع الأم ,  لا يجب أن يهمش الأب دور الأم أمام أبنائها و يكون الأب و الأم في تشاور و تحاور دائمين في جميع أحوال الحياة و بالذات تربيه الأبناء .

·        أما الابن العاق فهو المشكلة الحقيقية في الحياة ولذلك عقوبته في الدنيا أولا , وعقوبته في الآخرة لا يدخل الجنة ولا يشم ريحها
                                                                                       دكتور/ محمد فرفور

                                              أخصائي الطب  النفسي

السلطه الأبويه بين الحب و الحزم و التهميش





هناك 3 تعليقات: